• !
ريشتي

استراتيجية العصف الذهني المعاكس

مقدمة



في الآونة الأخيرة ظهر ما يسمى بالتعلم المعكوس، والذي يعد قلباً للأدوار فى العملية التعليمية لأجل خلق جو من المرونة والمتعة وزيادة معدل الممارسة العملية والاستيعاب في العملية التعليمية، مما جعلنا نتساءل، ماذا لو تم قلب العديد من الاستراتيجيات الموجودة حاليا؟ هل سيتغير الوضع وتزداد معدلات الاستيعاب والتعلم؟ بالفعل يبدو أن الأمر ممتع جداً مع قلب الوضع الروتيني الذي اعتاد عليه الجميع لخلق بنية معرفية أكثر مرونة وتشويقا تسمح بالمزيد من الحرية التعليمية.

جميعنا نتعرض في معظم مواقف حياتنا للعصف الذهني، و ليس على النطاق التعليمي فقط، فالعصف الذهني يُعدُّ هدفاً و وسيلة منظمة لأجل إيجاد حلول بطريقة علمية، ووفقاً لخطوات منهجية للعديد من المشكلات، فهو يضع الطالب داخل صندوق المشكلة كي يستطيع أن يجد لها حلاً، فتنمو لديه العديد من المهارات أهمها التفكير النقدي والإبداعي والتفكير السابر.

فالعصف الذهني التقليدي هو أسلوب تعليمي وتدريبي وتفكيري يبدأ بتحديد المشكلة ثم اقتراح الحلول فاختبار مدى صلاحيتها، ثم إيجاد الحل المناسب. فهو يقوم على حرية التفكير لأجل توليد أكبر كم من الأفكار لمعالجة موضوع ما. أما في العصف الذهني المعاكس ، فدعونا نقلب الطاولة هذه المرة، فماذا لو طُلب من المتعلم أن يصطنع مشكلة ويقوم بحلها؟ ماذا لو عرضنا على المتعلم طريقة يجعل بها الأمور أكثر سوءاً لكي يقوم بحلها؟ هذه العملية برمتها ستؤدي إلى تخزين كم من القرارات والمعرفة إذا ما حدثت هذه المشكلة حقيقة، فيكون على علم بطريقة حلها، هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال السطور القادمة في هذه المقالة.

فهو أسلوب لابد أن يعتمده المتخصصون في إدارة الأزمات، عليهم بخلق المشكلات التي من الوارد حدوثها، لينظروا كيف سيتصرفون على إثرها، وما هي القدرات والإمكانيات الموجودة لديهم لحلها إذا ما حدثت تلك المشكلة فيما بعد بالفعل.

كذلك فهو أسلوب للوقاية من المشكلات يجعلك تصطنع المشكلة وتقوم بحلها ويمكن من تخزين قدر كبير من القرارات التي يمكن اتخاذها وقت حدوث المشكلة إذا ما حدثت في الواقع، فهو أسلوب جديد لابد علينا أن نعتمد عليه في الكثير من المجالات.

2- مميزات العصف الذهني المعاكس
يمكن أسلوب العصف الذهني المعاكس من:
اصطناع المشكلات للتأكد من مدى وجود حلول لها.

التأكد من مدى وجود خبرات لدى المتقدمين للوظائف أو المتدربين.

تطوير الأفكار، وإيجاد مشاريع جديدة.

التنبؤ بما قد يطرأ أثناء حدوث المشكلة من مفاجآت.

تنمية مهارات الإبداع والابتكار واتخاذ القرارات لدى المتعلمين.

استخدامه في التدريب لإدارة الأزمات والوقاية من الكوارث.

يمكن الشركات من تطوير بنيتها، و كفاءة موظفيها.

هو مهارة أكثر إفادة من مهارة العصف الذهني التقليدي، فالقدرة على اصطناع المشكلة لحلها، أفضل من القدرة على حل مشكلة موجودة بالفعل.

يجعل الفرد يمتلك كمية كبيرة من القرارات المخزنة، والتي تكون تحت الطلب إذا ما حدثت مشكلة من المشكلات.

القدرة على مواجهة الظروف الطارئة والمستعجلة بشكل صحيح.

النظر إلى المشكلات من زاوية أخرى غير تقليدية، مما يؤدي إلى إيجاد حلول إبداعية.

القضاء على الروتين والبيروقراطية في حل المشكلات.

3- مراحل العصف الذهني المعاكس

تختلف جوهرياً عن مراحل العصف الذهني التقليدي ويمكن تلخيصها فى المراحل التالية:

التعرف على أسباب حدوث المشكلات.

التسبب في حدوث المشكلة.

وضع حلول ومقترحات للحل.

اختبار الحلول.

إيجاد طرق لمنع حدوث المشكلة.

الهدف من العصف الذهني المعاكس إذن، هو منع حدوث المشكلات مستقبلاً من خلال اصطناعها في الوقت الحالي والعمل على حلها.
4- العصف الذهني المعاكس كمتغير بحثي
من المؤسف في بحوثنا العلمية والتربوية أن لا نجد جديدا في مجال المتغيرات البحثية، فالجميع يركز على التحصيل أو المهارة أو الاتجاه، دون القدرة على إحداث ابتكارات في مجال المتغيرات البحثية. علينا أن نحدث إصلاحات جذرية في المتغيرات البحثية، فليست كل المتغيرات تحصيلا واتجاها ومهارة، فإذا ما أبدعنا و ابتكرنا سنجد الكثير من المتغيرات الهامة التى تحتاج منا الاهتمام بالبحوث العلمية والتربوية.

ويُعد العصف الذهني المعاكس أحد أهم المتغيرات التي يجب أن نركز عليها فى الفترة القادمة لتنمية مهارات تفكيرية سواء نقدية أو إبداعية. على جميع الباحثين إذن الاتجاه نحو العديد من المتغيرات البحثية الأخرى الحديثة والمختلفة، وعدم الاعتماد على المتغيرات التقليدية التي ملأت البحوث، فيجب أن نتخلى قليلاً عن الروتين الذى أودى بالبحث العلمي إلى التقليدية وعدم إنتاج معرفة جديدة.
استراتيجية تقوم على الطلب من التلميذ والطالب أن يقوم بافتراض او اصطناع حدوث مشكلة ما ؛ ثم بعد أن نصنطع ونفترض حدوث تلك المشكلة ؛ نبدأ التفكير بالحل ، أو مطالبة *الطالب أن يفترض السيناريوهات الأكثر سوءا أو افتراض حدوث مشاكل غير متوقعة ثم مناقشة المشكلة للوصول للحلول الأنسب ؛ وهذا الأسلوب يستخدم في علم الإدارة باسم (معيار التشاؤم) في ظل اتخاذ القرارات حالة (عدم التأكد) ويفضل استخدامه عند ممارسة ( التخطيط ؛ وفي ادارة الازمات والمخاطر والتأمين ) .
يمكن تطبيق العصف الذهني المعاكس ؛ عند التخطيط للأنشطة المختلفة ؛ عند تدريس وتدريب المعلم طلبته في : *مواد الفقه ؛ التربية الاجتماعية ؛ التجارب العلمية ؛ الابتكارات والاختراعات ؛ المسابقات والمنافسة المختلفة .
مميزات العصف الذهني المعكوس :*
. يعلم الطالب والمتعلم أهمية بناء خطط بديلة ؛ ويقدم تطبيقا لمبدأ (الوقاية خير من العلاج )
. تنمية مهارات الخيال والابداع والابتكار لدى الطالب المتعلم
. يوفر على الفرد والمؤسسات التعرض لظروف مفاجئة قد تعرض الفرد او المؤسسة لمخاطر متنوعة
. يوفر للطلبة فرصة ممتعة للتعلم بهذا الشكل
. يمنح الطلبة فرص التفكير الناقد ؛ ويعزز الحس النقدي لدى الطلبة .
خطوات تطبيق العصف الذهني المعاكس :*
. يشرح المعلم فكرة العصف الذهني المعاكس
. ينتقي موضوع يهم الطلبة ( واضح ، مشوق ، حديث ، زخم )
. يمكن تقسيم الطلبة لمجموعات أو بشكل فردي حسب الاعداد ومساحة الغرفة الصفية ورأي المعلم
. يتم اقتراح المشاكل وكتابتها على اللوح
. يختار المعلم مشكلة ما ؛ ويبدأ ممارسة العصف الذهني لحل تلك المشكلة
مثال عملي :*
تقوم المدرسة بالاستعداد لحفل ختامي ؛ والتجهيزات تتم على قدم وساق ؛ بلا أي معيقات أو تحديات ؛ ياتي المعلم ويخاطب الطلبة ( ماذا لو حدثت مشكلة منعتنا من تقديم الحفل …؟ ماذا ستكون …؟ كيف سنحضر انفسنا للحل ؟
بواسطة :
 0  0  3.0K
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:47 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

RESHTI.COM 18/05/2007 - 2023 للتواصل : 00966560077773 / reshti@reshti.com