• !
حسن الزهراني

عن حسن الزهراني

معلم تربية فنية بمدرسة ابن الرومي الثانوية بأجيال - الدمام http://alzahrani.bio/

الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء

ضياء عزيز ضياء فنانٌ اتخذ من البيئة المحلية موضوعاً أساسياً لتصوير ورسمه . وفي قراءة أولى لأعماله نرى تسجيلاً لشريط الحياة الإجتماعية ضمن جغرافية المنظر والعمارة، وضمن رصد الزي والحدث والعادة. ولكن في قراءة ثانية بعينِ تحليلية نرى أن ّ هاجسه الآخر هو التقاط النور واللّون كمحورين أساسيين في معالجة اللوحة تأليفاً وبنية من خلال نسج تحاورٍ حادٍ بينهما يعكس شدة الضوء في طبيعة تسودها الصحراء ويسكنها مناخ مداري . **
* لقد دأب ضياء عزيز ضياء بجلدٍ وبمثابرة على تطويع أدواته وتقنياته لإعطاء الفن التشكيلي حضورا كان قليلاً في الحياة الثقافية المحلية . وبنى مع أترابه من أوائل الفنانين السعوديين الأعمدة الأولى لترسيخ الفن تقليداً وضرورةً . وهو من أولئك المثقفين الذين أدركوا أن الدراسة والإطلاع وتنوع مناهل البحث هي معابر لتعميق النظرة على الواقع المحلي بعد امتلاك تقنيات العمل الفني وأصول صناعته . ولد الفنان عزيز ضياء بين والد يعد من رواد الحركة الثقافية الفكرية في المملكة العربية السعودية والأم كانت نموذجا الأم التي تحتل شؤون بيتها وأولادها دائرة اهتماماتها فإذا ما اتسعت هذه الدائرة أصبحت أما للأطفال جميعا فتعرف عبر برامج الإذاعية بماما أسماء. هكذا درج ضياء بين وجهين وجه للحضور ووجه للغياب وجه لا يخفي عنة سرا ووجه يغريه بالبحث عن السر. وحيث نضج ضياء وأصبح فنانا سارع برسم صورة لوجه أبيه كأنما هو يحاول أن يمسك به يحاول أن يستحضره من غيابة ويحاول أن يطارد المعالم الموغلة في الغموض وان يكشف العالم المخباء على الجبين أو تقطيبه الحزن على الشفاه . أما الأم الحاضرة حضورا دائما خلف تدريجات الألوان فقد بقيت متوارية خلف هذا الحضور الدائم لم يكن بحاجة إلى اقتناصها بالرسم ولذالك لم يقم ضياء برسم لوحة لها . وشهد في طفولته الأولى حركه تنقل بين المدن فمن مكة المكرمة إلى جدة ومنها إلى القاهرة فبيروت فالقاهرة مره أخرى فجة فلندن فالولايات المتحدة الامريكيه فجدة مرة ثالثه وخلال ذالك كله لم يكن يتحقق للطفل الاستقرار في بيت أو البقاء في مدينه كان كل شيء حوله في حال تبدل وتحول مستمر من البيوت إلى الشوارع أو الإحياء ووحدها الوجوه التي تحيط بة وتتنقل معه هي الباقية والدائمة لم يكن متاحا له أن يقرا تفاصيل المكان فراح يقرا تفاصيل الوجوه يبحث في قسماتها عما تخبئه من خفايا المكان كان دائما عرضا قابلا للزوال عنه ظل هامشا ووحده الإنسان هو الجوهر , كان الإنسان هو الاستقرار والمكان هو الرحيل ولذالك كان موضوع الفنان هو الإنسان وكان هاجس الفنان هو الإمساك بالإنسان في لحظات فرحه وحزنه ,رضاه وسخطه والإمساك به في كل فات عمره ولأكن الوجه هو نافذة العبور إلى هذا الإنسان , كان فن رسم الوجه ( البورترية ) هو المجال الخصب لتجلي فن الرسم عند ضياء الوجه الذي يخفي الأسرار جميعها الوجه بكل ما فيه من توتر بين الوضوح المتناهي والغموض المتناهي ,الوضوح جعلنا قادرين على أن نميز الأشخاص عن بعضها والغموض الذي جعلنا نختار أو نعجز عن أدراك السر الذي يخفيه خلف قسماته . هذا هو السر الذي يحاول ضياء مطاردته لكي يكشف عنه . هو العقد الذي يربط بينه وبين العالم من حوله .وإذا كان ضياء ينفر من الغموض في الفن إلا انه يرى للفن دورا فهو يريد منه أن يكشف الغموض وما من واضح هو اشد غموضا من وجه الإنسان . ولعل الرسم الذي ورثه عن أمه كان يشكل بالنسبة إليه الجسر الذي يمكنه من العبور إلى عالم الأب حيث خرج ضياء إلى المدرسة خرج إلى عالم اقرب إلى عالم أبيه عالم الثقافة , وحرص الوالد على ولده وبحثه الدءوب عن المجالات التي يمكن إن يحقق من خلالها ذاته ويكشف و يكشف عبرها عن مواهبه ولذالك انقطع أربع سنوات لتعلم فن الرسم في ايطاليا فلم تكن الغرب أن ذاك تضع حائلا بينه وبين التفرغ لتلقي التعليم والوقوف على المنجزات الانسانيه العظيمة في هذا الفن من خلال الزيارات المستمرة للمتاحف والمعارض المنتشرة في ايطاليا وبذالك رسخ في شعور ذلك التلميذ بقدرته عل التميز فيه وهو حقل الرسم وحقل الرسم الذي جعل الطفل الذي لم يتجاوزسن 12 يتابع إخباره الحفل من المذياع ويسمع المذياع يردد اسمه في يساق ويتردد فيه اسم المليك وولي العهد غير أن ذروه النجاح الذي حققه الرسم للطفل تمثلت في مقابلته لجلاله المليك فيصل ملك المملكة العربية السعودية أن ذاك يرحمه الله وهو لا يزال في سن 15 وسماعه من كلمات الإطراء والتشجيع وكانت شخصيه ضياء تتبلور من خلال العوامل التي انفتحت عليه خارج إطار التعليم النظامي حينما جاء الحل ببعثه لدراسة الرسم بايطاليا فكانت البعثه التي حصل عليها بتوجيه من معالي وزير المعارف أن ذاك ففي روما تعلم ضياء أصول الممارسة الفنية من خلال قواعدها العلمية وعلى يد أشهر اساتذه الفن في الاكادميه هناك ووفرت له الدراسة الاحتكاك بالعاملين في هذا الحقل والدارسين له ووجد في ذالك كله إطار المنافسة فجر إمكاناته ومكانته من المشاركة في العديد من المعارض التي أقيمت آن ذاك والفوز كذالك بالعديد من الجوائز والميداليات فخلال سنه واحده حصل على دبلوم وكاس أحسن فنان أجنبي في المسابقة الدولية للرسم التي ضمتها أكاديميه الدوله لثقافة والرعاية بروما كما حاز على الميدالية الفضية بمسابقه الرسم والحفر بالأبيض والأسود. وحاز على دبلوم استحقاق فني في البينالي الدولي للفن بروما وحاز كذالك على الميدالية الفضية في المسابقة الدولية لرسم بروما . وكانت سنوات روما هي السنوات التي فجرت موهبة الفنان وجعلتها تأخذ شكلا علميا مدروسا واستطاعت أن تلفت النضر إليه وان تجعل إخبار مشاركاته أن ذاك تتصدر الصحف الفنية بالمملكة ممهده أقامت أول معرض شخصي له برعاية وزير المعارف آن ذاك ويضفي به الوسط الثقافي إضفاء كان يعبر عن الحماس للانجاز الذي حققه في مجال الفن ذالك المجال الذي ظل مهمشا طويلا في سياق الحياة الثقافية .ولم تكن الدراسة بروما تأسيسا علميا لضياء فحسب وإنما كانت تأسيا كذلك لحركه الفن التشكيلي في المملكه. ويمكن أن نصف أسلوب الفنان ضياع عزيز بأنه نهج واقعي ينهل من تعاليم الانطباعية وما بعدها من تحليل الضوء في بناء الملمس التصويري الخاص . كما نلاحظ أنه لا يحاول إبهار المتلقي بقدر ما يسعى إلى إدخاله إلى عالمه المتعدد الروافد ومواضيعه المختلفة في محاوره الاساسيه مثل المناصر الطبيعية المهن ألعاب الأطفال الشعبية الحارات والشوارع والمباني القديمة وفي رسم هذا الفنان ثروة هائلة كما أن تمكنه من فن الرسم يجاري براعته في فن التصوير وبينما نجد أن الحركة الفنية السيرياليه قد جذبت أثنين من الفنانين السعوديين السابقين للفنان ضياء ببضع سنوات. مثل الدكتور عبد الحليم رضوي والفنان عبد الله الشيخ لكننا نجد أن ضياء عزيز قد أتخذ ومنذ السبعينات الأسلوب الواقعي المتأثر بمدرسة الانطباعية ليعبر عن مواضيعه المفضلة المتعلقة بالبيئة الشعبية والحياة أليوميه .


تابع الفنان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي*


image

image


image


image



image
بواسطة : حسن الزهراني
 0  0  1.9K
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:53 صباحاً الخميس 28 مارس 2024.
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

RESHTI.COM 18/05/2007 - 2023 للتواصل : 00966560077773 / reshti@reshti.com